الشيعة في ولاية تبسة

كشف مجموعة من الشباب بتبسة لـ"الشروق"، بأنهم قرروا الخروج من المذهب الشيعي، الذي اعتنقوه منذ سنوات، بعد إدراكهم، بأن الأمر أصبح يشكل خطرا كبيرا على وحدة الأمة وعقيدتها، وأن الوضع يسير على نفس طريقة ما هو حاصل لبعض البلدان العربية، كلبنان وسوريا والعراق وغيرها من البلدان التي تعرف نزاعات مذهبية وعقائدية خاصة.
 أحد الشباب الذي ينتمي "لمجموعة الشباب الوطني الحر لمكافحة الفساد"، أكد بأنه فكّر رفقة أصدقائه طويلا، وقرروا عن قناعة، ومحافظة على وحدة الأمة العودة إلى المذهب المالكي السني المعتمد بالجزائر، داعيا أفراد المجتمع الجزائري، إلى الحذر من دعاة المذهب الشيعي، الذي يعرف مدّا كبيرا بولاية تبسة، التي كما قال كانت تتواجد بها 15 عائلة مطلع 2004 من معتنقي المذهب الشيعي، ليصل عددهم الآن إلى 800 عائلة، في وقت أنهم كانوا خلال الثمانينات والتسعينات، يعدون على أصابع اليد، وأنهم الآن يقومون بطقوسهم الحسينية بطريقة عادية، بعيدا عن المساجد، وفي الخفاء بالمنازل والقاعات، خاصة ما يتعلق بالحسينيات التي تتزامن مع العشر الأوائل من شهر محرم، وهو ما أهل ولاية تبسة كما قال، "العائد التائب" في شهاداته، بأن تتولى منصب المرجعية الشيعية لشمال إفريقيا، بإمامة أحد الأساتذة بالتعليم الأساسي من أم مصرية، وبعد وفاته قبل سنة، يسعى بعض القادة الشيعة من تونس والمغرب لتحويلها إلى تونس. 
 وعن سبب اختيار تبسة من قبل لتكون نواة لربط أهل الشيعة بالمنطقة، أكد محدث "الشروق" بأن تبسة لا يستهدفها الشيعة فقط، بل هناك فرق وتنظيمات أخرى يسعون بأن تكون تبسة عاصمة لهم على غرار الفرقة الأحمدية المعروفة بالقاديانية، وهذا بسبب موقعها الحدودي، وسرعة التنقل بين الجزائر وغيرها من الدول الأخرى، بالإضافة إلى وجود بعض الأسر ذات التأثر السريع بمختلف الفرق والملل والنحل المعادية لأهل السنة والجماعة، كما أن أول داعية للشيعة بالشرق بعد نجاح الثورة الإيرانية، ينحدر من بلدية الشريعة والذي أثر كثيرا في رجال الأسرة التربوية، خاصة بعاصمة الولاية، حيث كان أستاذا. 
 وبخصوص علاقة مجموعة تبسة، بغيرها من المرجعيات الشيعية، قال بأن الأمر سهل فبالإضافة إلى الأسفار، والحسينيات المقامة هنا، بعدة منازل أو قاعات الحفلات، يتم اختيار العناصر ذات الولاء الشيعي، لتتم البيعة مع المرجعية الشيعية في إيران عن طريق سكايب، ليتم توطيد العلاقة بعدها بلقاءات مباشرة مع قيادات شيعية، بالجزائر أو خارجها بطريقة سرية، تعرف عند أهل الشيعة بالتقية.
وأسرّ محدث "الشروق"، أن من بين الفائزين هذا العام في شهادة البكالوريا 7 طلاب ينتمون إلى أسر شيعية، ومع مرور السنوات سيكونون في مناصب هامة.
وبخصوص الدعم المالي، قال بأن هناك طرقا كثيرة من بينها وهو آخر ما علمت به، أن آخر تموين، جاء عن طريق أفراد شيعية مقيمين بتركيا، أرسلوا كميات معتبرة من الألبسة وثياب عن طريق وسيط إلى باتنة، أين تم بيع البضاعة بأقل من ثمنها الحقيقي، وهذا من أجل ضمان السيولة النقدية، ليتحصل عليها قيادات المذهب الشيعي بتبسة، دون أن تستفيد منها العناصر الجديدة.